1- ما هو علم الاجتماع

على الرغم من أن مهمة علم الاجتماع قد تبدو للوهلة الأولى عند شرحها مهمة سهلة؛ فهو يهتم بتفسير كيف يعمل المجتمع وكيف يتطور كما يهتم بتفسير تأثير ذلك المجتمع على الأفراد الذين يعيشون فيه، لكن الكثير منّا لا يُدرك كم الصعوبات والتعقيدات التي تواجه علماء الاجتماع عند القيام بذلك، فكي ينجح عالِم الاجتماع في القيام بتلك المهمة عليه أن يتحلى بالعديد من الصفات الضرورية والهامة؛ كأن تكون لديه فكرة عن الكيفية التي يتم بها إجراء الأبحاث والدراسات، كما يجب عليه أن ينظر إلى المجتمع بعيون مغتربة وكأنها لا تعرف عن ذلك المجتمع وصفاته شيئًا، بل تتعرف عليه للمرة الأولى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى قدر من الخيال كي يتمكن عالم الاجتماع من تخيل مشاعر وحياة الإنسان حين يضعه المجتمع في ظروف محددة. هكذا ندرك كيف تمكن علم الاجتماع من إلقاء الضوء على فكرة إعادة صياغة المجتمع بعد أن كان الناس قبله يقبلون بالمجتمع كما هو ويذعنون إلى سيطرته وهيمنته، وما الشيوعية والرأسمالية والاقتصاد المختلط وغيرهم إلا أشكالاً مختلفة لإعادة صياغة المجتمع، وكما تقودنا الأسئلة الفكرية إلى سؤال مثل "ما هو علم الاجتماع؟" فإنها تقودنا أيضًا إلى أنواع أخرى من الأسئلة مثل "ما هو المجتمع؟".

2- ما هو المجتمع؟

يبدو سؤال "ما هو المجتمع؟" للوهلة الأولى غريبًا، لكنه ليس كذلك بالنسبة لعلماء الاجتماع الذين اعتادوا النظر إلى المجتمع بحياد تام؛ لذا فإن الإجابات التي قدموها عن ذلك السؤال اختلفت وتنوعت للغاية فيما بينهم. فنجد بعض السياسيين مثل السيدة (مارجريت تاتشر) رئيسة وزراء (إنجلترا) تنفي من الأساس وجود ما يُسمي المجتمع، وعلى حد تعبيرها فإنه "ليس هناك ما يُسمي المجتمع، فقط هناك أفراد من الرجال والنساء، وهناك عائلات".

لكن وجهة النظر تلك لا تُفسر كيف يتجمع هؤلاء الأفراد والعائلات في جماعات تتصرف وفق نمط واحد يجمع بينهم وطريقة منتظمة ومنظمة أطلق علماء الاجتماع عليها اسم "الذوق العام"، وهي الطريقة التي ينتظم في داخلها المجتمع وتضع له قواعده وقوانينه، وهي التي تمنع الناس من قتل بعضهم البعض أو الاعتداء على ممتلكات بعضهم البعض، لكن ذلك لا يعني أن المجتمع ثابت؛ فهو دائم التغيير، وكذلك الثقافة السائدة به؛ فهما يتغيران بوتيرة قد تكون سريعة في بعض الأوقات وهو ما يُطلق عليه اسم "الحراك الاجتماعي"، ولا يكتفي علم الاجتماع بإدراك تلك الحقيقة بل دراستها ودراسة أسباب حدوثها، فالمجتمع يتغير وقوانينه تتغير وهو ما يجعل دراسة علم الاجتماع أمرًا بالغ التعقيد والصعوبة.

كان هناك اعتقاد سائد بين البشر لفترة طويلة: أن بعض الأنماط الاجتماعية السائدة، لا سيما فيما يتعلق بالفروق والاختلافات بين الطبقات الاجتماعية، هي أنماط ثابتة بل وطبيعية؛ كأن يقوم أصحاب الطبقة الغنية باستغلال الطبقات العاملة والفقيرة أو أن الناس من ذوي البشرة السوداء أقل ذكاءًا بطبيعتهم من أصحاب البشرة البيضاء؛ وعليه فإنه من الطبيعي أن يكونوا عبيدًا لهم. ويعتقدون أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تسير وفقها الأمور، وقد أطلقت دراسات السلوك الاجتماعي على تلك الأفكار الشائعة لفظ "الوعي الزائف".

3- الجذور التاريخية لعلم الاجتماع وتطوره

4- علم الاجتماع الماركسي

5- تغييرات طرأت على علم الاجتماع وظهوره في (أمريكا)

6- الطبيعة في مقابل التنشئة؛ كيف تتم عملية التنشئة الاجتماعية؟

7- تطورات علم الاجتماع